يتطلّع منتخب لبنان لكرة القدم لفرض وجوده الفني وتعزيز أدائه النوعي حين يلتقي نظيره الجزائري عند الرابعة من بعد ظهر السبت (الثالثة بتوقيت بيروت) في استاد الجنوب، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة لبطولة “كأس العرب FIFA قطر 2021”.
وكان “رجال الأرز” أحرجوا منتخب مصر الذي خرج بفوز تحقق بشق الأنفس (هدف من ركلة جزاء) في مباراتهم الأولى التي أجريت الأربعاء الماضي في استاد الثمامة. وتغلّب المنتخب الجزائري على نظيره السوداني بأربعة أهداف من دون ردّ وتصدّر المجموعة، وفي تاريخه مشاركتان فقط في كأس العرب (الأردن 1988 وقطر 1998).
وحدد المدير الفني لمنتخب لبنان التشيكي ايفات هاشيك الهدف الرئيس من مواجهة الجزائر بالمحافظة على حظوظ التأهل إلى الدور التالي، علماً أن طموح الجزائر معروف على هذا الصعيد. وتوقّع في المؤتمر الصحافي الرسمي الذي عقد بعد ظهر الجمعة، تقديم المنتخب اللبناني صورة مغايرة عن تلك التي ظهر عليها أمام مصر، تتميّز بالتحرّك الحيوي ما ينتج عنه وجهاً مختلفاً للأداء يعكس مهارات اللاعبين وحضورهم وجهوزهم.
وقال هاشيك: “لن أكشف بالطبع عن استراتيجية الفريق، لكن سنخوض مباراة صعبة وركيزتنا الأولى روحنا القتالية وتفاعلنا الجماعي”. وزاد: “المباراة مهمة لكلا الطرفين. هم مرشحون للقب، ونحن نعدّ لكل جولة على حدة، واستيعابنا ظروف اللقاء يبدد من دون شك جانباً من الصورة المتحفظة التي ظهرنا بها أمام مصر، لا سيما في الشوط الأول”.
وأشار هاشيك إلى أن لاعبيه مصممون على الذهاب بعيداً، وأنهم لن يكونوا عابري سبيل، وقد “ظهر معدننا أمام منتخبات قوية ورفيعة المستوى تفوقنا بالإمكانات في تصفيات كأس العالم، على غرار كوريا الجنوبية وايران”.
وأكد: “نحن نلعب بتوازن ونطوّر أداءنا تدريجاً لا سيما النزعة الهجومية منه لنزيد من فرص التسجيل المحققة. أكرر أن لكل مباراة ظروفها، وهذا يحتم علينا احترام أي طرف منافس، والاجتهاد والكدّ لمجاراته. يضم منتخب الجزائر كوكبة من الأسماء الكبيرة على مختلف الأصعدة، لكن هذا لا يعني أننا سنلعب بتحفّظ دائم”.
من جانبه، لفت نادر مطر في المؤتمر الصحافي إلى أن “مباراة مهمة تنتظرنا وهدفنا المنطقي هو الفوز وتعزيز حضورنا، وهذا طموح مشروع. لعبنا أمام منتخب مصر القوي، ونظيره الجزائري لا يقل شأناً. نحن متعاونون وجاهزون لبذل قصارانا، لن نتهوّر بل سنؤدي بتأن وتركيز مناسبين لبلوغ ما نصبو اليه”.
في ضوء ما تقدّم، وبعيداً من حسابات الربح والخسارة، يعوّل منتخب لبنان على إفادة كبيرة من خوضه مباريات بطولة كأس العرب مع منتخبات متقدّمة ولا يلتقيها في صورة دورية، فضلاً عن وتيرة مواعيدها التي تقضي بخوضه مباراة كل 3 أيام.
ولا شك أن مواجهات بمستوى الجزائر ومصر ضرورية دائماً، إذ تحسّن أداء المنتخب وتعامل لاعبيه مع الضغط الميداني.
ومن هذا المنطلق، يركّز الجهاز الفني على امتلاك اللاعبين الرؤية الهادئة والواضحة ميدانياً، ما يسهّل المواءمة بين الأداء والقدرة البدنية. وبناء عليه، تولى العناية للتعافي المنشود ومنح الراحة المناسبة، كما أن لتحصين الجاهزية البدنية والذهنية والنفسية دوراً فاعلاً في هذا المجال.
يذكر أن منتخب لبنان خاض مرانه الأخير قبل مواجهة الجزائر في نادي السد. وكانت الدقائق الـ15 الأولى منه متاحة لوسائل الإعلام، عملاً بأنظمة البطولة.
وأعتمد في الاجتماع التنسيقي التمهيدي للمباراة اللون الأحمر للباس منتخب لبنان (حارس المرمى: اللون الأخضر).
على الجبهة الجزائرية، اعتبر المدرب مجيد بوقرة أن المباراة مع لبنان بالغة الأهمية، متوقعاً أن تكون عسيرة. ولم يخفِ اعتماده على تشكيلة متكاملة تضمن له حسم بطاقة الدور ربع النهائي قبل مواجهة مصر الثلثاء المقبل.
وكان بوقرة أبرز في مرات عدة أنه يعمل على تجهيز لاعبين من تشكيلته للانضمام إلى المنتخب الأول الذي يتأهب للمشاركة في كأس أمم أفريقيا المقررة مطلع السنة المقبلة بالكاميرون، متى كان في حاجة إليهم.
وأكد المدافع الدولي السابق، الملقب بالـ”ماجيك”، أن صفوفه تضم أبرز العناصر التي تنشط في دوريات الجزائر وتونس وقطر والسعودية والإمارات. وأضاف: “بعد المعسكر الذي أقمناه في الإمارات، نشارك في كأس العرب بأفضل اللاعبين المتاحين. ويتواجد معنا في قطر، جمال بلماضي، مدرّب المنتخب الأول بطل أفريقيا، ونفكر معاً فيما هو أفضل لنا جميعاً”.
ويتقدّم الكوكبة الجزائرية حارس المرمى وهاب رايس مبولي، ويوسف بلايلي (لم يلعب أـمام السودان) وجمال بن لعمري وبغداد بونجاح، والمخضرمان هلال سوداني مهاجم ضمك السعودي وياسين ابراهيمي نجم الريان القطري، وسبق أن شارك هذا الثنائي في مونديال 2014.