مهدي خليل، جبل لبنان الشامخ

تألّق الحارس مهدي خليل مع منتخب لبنان في تصفيات قطر ٢٠٢٢

لم تهتز شباكه سوى مرة واحدة فقط في 4 مباريات

يحتل منتخب الأرز المركز الثاني في المجموعة الثامنة

يشتهر لبنان، البلد الآسيوي المطل على البحر الأبيض المتوسّط، بتنوّع تضاريسه الجغرافية والتي أبرز ما يُميّزها سلسلة الجبال الشرقية والغربية والتي تمتد في خطوط متوازية من شمال البلاد إلى جنوبه وتكثر فيها القمم الجبلية العالية.

وعلى غرار هذه الجبال الطبيعية، يملك منتخب لبنان “جبلاً” شامخاً في صفوفه هو الحارس المتألق مهدي خليل والذي وقف سداً منيعاً في وجه أبرز اللاعبين الذين واجههم منتخب الأرز وحرمهم من التسجيل في آخر ثلاث مباريات في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™.

وقد تحدّث الحارس الذي يُقارب طوله من المترين (1.96 سم) حصرياً لموقع FIFA.com عن مشوار منتخب بلاده في التصفيات حيث يحتل المركز الثاني في المجموعة الثامنة برصيد سبع نقاط بالتساوي مع المنتخب الكوري الجنوبي الذي سيستضيف المباريات المُتبقية في التصفيات.

وقد وصف الحارس ذو التاسعة والعشرين عاماً التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم بأنها “صعبة” نظراً لأنها تضم منتخب قوي مثل كوريا الجنوبية ومنتخبات متطوّرة جداً مثل منتخب تركمانستان على سبيل المثال.”

وحول سر تألقه في التصفيات بتلقيه هدف واحد فقط في 4 مباريات كشف خليل ضاحكاً “لا يوجد أي سر بكل صراحة،” مضيفاً “الأمر بسيط وهو أنني أخوض كل التمارين بمعنويات كبيرة وأجتهد كثيراً من أجل تحقيق نتائج إيجابية. هي نعمة من الله وأتمنى أن أُواصل الأداء الكبير الذي أقدّمه سواء مع النادي أو المنتخب.”

 

 

خبرات متزايدة

بدأ خليل مشواره الكروي في أفريقيا وتحديداً في سيراليون عندما كان في الثانية عشر من عمره قبل أن يخوض تجربتين احترافيتين في السويد على سبيل الإعارة. وفي عام 2013، انتقل خليل إلى لبنان للإنضمام إلى نادي الصفاء الذي فاز معه بلقب الدوري اللبناني مرّتين قبل أن يُواصل نجاحاته مع نادي العهد بفوزه بلقب الدوري في مناسبتين أيضاً.

وساهم خليل في تأهل المنتخب اللبناني إلى كأس آسيا 2019 قبل أن يقود العهد في نفس العام ليُصبح أول فريق لبناني يفوز ببطولة كأس الإتحاد الآسيوي التي اختير أفضل لاعب فيها وليحصل بعد ذلك على عرض احترافي من نادي زوب أهان الإيراني الذي انضم إليه على سبيل الإعارة بداية العام الماضي.

وعن الخبرات التي اكتسبها خلال مسيرته الكروية قال خليل “الفوز بكأس الإتحاد الآسيوي مع العهد ساهم كثيراً في تطور مستواي وقد حصلت على جائزة أفضل لاعب أيضاً بمساعدة زملائي الذين قدّموا أداءاً رائعاً ساهم في تحقيق اللقب.”

وأضاف الحارس المعروف بلقب “الجبل” قائلاً “في كل مباراة أخوضها سواء مع النادي أو المنتخب أكتسب خبرات جديدة ولكن الأهم كلاعب هو أن أكون حاضر جسدياً وذهنياً لأقدّم أفضل ما لدي في كل مباراة.”

وحول احترافه في إيران قال “كانت بداية تجربتي الإحترافي جيدة واكتسبت خبرة كبيرة بعدما لعبت بمواجهة فرق كبيرة هناك حيث نضجت كروياً بشكل كبير وهو ما انعكس على أدائي،” مضيفاً “ولكن بسبب جائحة Covid-19 ووفاة والدي تأثرت نفسياً وذهنياً وانقلبت الأمور رأساً على عقب لتنتهي هذه التجربة سريعاً.”

مواجهات صعبة في الإنتظار

سيكون خليل أحد أهم العناصر التي سيعتمد عليها المدرب الوطني جمال طه في المباريات الثلاث المُقبلة للمنتخب اللبناني في التصفيات بمواجهة سريلانكا (5 يونيو/حزيران) وتركمانستان (9 يونيو/حزيران) وكوريا الجنوبية (13 يونيو/حزيران).

وقال خليل الذي رُزق الأسبوع الماضي بمولوده الأول “لدينا ثلاث مباريات متبقّية في التصفيات سيكون اثنان منها على مستوى عالي ويجب أن نقدّم أفضل ما لدينا في هذه المباريات من أجل حصد 9 نقاط ممكنة من أجل الحفاظ على حظوظنا في التصفيات والتأهل إلى الدور المقبل”

وأضاف “لا أعتقد أن المهمة ستكون مستحيلة ولكنها في نفس الوقت ليست سهلة ويجب أن نُقاتل حتى آخر دقيقة في التصفيات. إذا كان لدينا إيمان كبير بأنفسنا وبقدراتنا، نستطيع أن نحقّق ما نصبو إليه والإقتراب أكثر من كأس العالم.”

تحدي شخصي

ستكون المباراة الأخيرة للمنتخب اللبناني بمواجهة مستضيف مباريات المجموعة المنتخب الكوري الجنوبي الذي يملك الكثير من اللاعبين المحترفين على رأسهم نجم توتنهام هوتسبر سون هيونج مين الذي لعب بمواجهته خليل سابقاً وحرمه من التسجيل على ملعب مدينة بيروت الرياضية في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

وحول مواجهة كوريا الجنوبية المقبلة قال خليل “لعبت مرتين سابقاً بمواجهة كوريا الجنوبية وقدّمت أداءاً جيداً وأعتقد أن المباراتين هما الأفضل في مسيرتي الكروية.”

وأضاف “يملك المنتخب الكوري الكثير من اللاعبين المحترفين وهذا الأمر يُعطيني حافزاً كبيراً من أجل تقديم أداء قوي وإثبات قدراتي أمامهم لأن مواجهة لاعبين على مستوى كبير ومحترفين في أكبر البطولات الأوروبية هو بمثابة تحدي شخصي بالنسبة لي.”

هذه الثقة الكبيرة التي يمتلكها خليل هي ما تجعل اللبنانيين يؤمنون بحظوظهم بالوصول إلى الدور الثالث من التصفيات المؤهلة إلى قطر ٢٠٢٢ لأنهم يملكون بالفعل “جبلاً” عالياً يُمكنهم الإعتماد عليه بشكل كبير.

المصدر: كأس العالم FIFA ٢٠٢٢™

https://ar.fifa.com/worldcup/news/%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%D8%AE

شارك :
Top